تنقسم الطرق المختلفة لمكافحة النيماتودا إلى ثلاث مجموعات رئيسية : -

أولاً : الطرق الوقائية 

تهدف هذه الطرق في مجموعها إلى منع وصول أو إنتشار النيماتودا من مكان إلى أخر أو داخل المنطقة أو حتى المزرعة وتعتبر هذه الطرق إجرااءات وقائية ولكنها لا تغني بحد ذاتها عن الطرق الأخرى يل يجب أن تكون مكملة لها و إجراءات ضرورية يجب إتباعها بصورة دائمة وتشمل هذه الطرق الآتي : -

1- الحجر الزراعي 

تعتمد معظم دول العالم نظام الحجر الزراعي فتصدر القوانين والتشريعات لمنع وصول الآفات الزراعية إليها عن طريق إنتقال النباتت أو الأجزاء التكاثرية الملوثة البذور والعقل والدرنات … إلخ .

وتشتمل أنظمة الحجر الزراعي عادة على نوعين من القوانين ( قوانين مانعة ) يمنع بموجبها دخول أي نبات مصاب أو حتى أجزاء نباتية صادرة من مناطق معروفة بإنتشار الآفة ويحتمل أن تكون حاملة لها وكذلك  ( قوانين تنظيمية ) تنظم بموجبها دخول النباتات أو الأجزاء التكاثرية التي لابد أن يصاحبها شهادات صحية معتمدة تفيد بخلوها من الآفات أو أنها تمت معاملتها أو تم التخلص نهائياً من الآفة قبل تصديرها كما تشمل هذه القوانين كما تشمل هذه القوانين التنظيمية معاملة النباتات أو الأجزاء التكاثرية في مناطق دخولها والتأكد تماماً من خلوها من الآفات  قبل التصريح لها بالدخول . 

وقد يوجد حجر زراعي محلي بين المناطق المختلفة داخل الدولة الواحدة أو حتى على مستوى المزارع في المنطقة الواحدة متى دعت الضرورة إلى ذلك . 

وبصورة عامة توضع الآفة النيماتودية تحت نظام الحجرالزراعي عندما تكون خطرة وذات أهمية اقتصادية كبيرة في الدولة أو المنطقة الزراعية المصدرة وغير مغروفة أو موجودة بصورة محددة أو غير خطرة في المنطقة في المنطقة المراد حمايتها ولكن أحياناً وكإجراء وقائي احتياطي توضع النيماتودا تحت نظام الحجر الزراعي عندما يعتقد أنها جديدة على المنطقة وستشكل آفة اقتصادية في المنطقة الجديدة .

وبالرغم من ظهور قصور في بعض تشريعات أنظمة الحجر الزراعي أو في تطبيقها في بعض الأحيان إلا أن الحجر الزراعي ما زال يلعب دوراً فعالاً في منع إتاشار كثير من الأمراض النيماتودية ولكن لا تزال المشكلة الكبرى هي التساهل وعدم التقيد بدقة بإنظمة الحجر الزراعي في بعض المناطق أو الدول مما جلب لها أمراضاً هي في غنى عنها  .

2 - النظافة الصحية      

- تعتبر إجراءات النظافة الصحية ضرورية ومهمة جداً خاصة في المشاتل حيث تنتج الشتلات أو الأصول ومنها توزع إلى الحقول القريب منها أو البعيد .

- يجب معاملة جيدة بالمبيدات النيماتودية أو بواسطة بخار الماء والتأكد من خلوها تماماً من النيماتودا أو غيرها من أحياء التربة الممرضة . 

- يجب تنظيف أو تبخير جميع الأدوات والآلات المستعملة في المشتل وأرضية المشتل وممراته .

- يجب تنظيف أماكن تداول المواد النباتية المستعملة تفادياً لأي إنتقال محتمل من النيماتودا إلى المشتل والشتلات المنتجة . 

- وتشمل إجراءات  النظافة الصحية في الحقل التخلص وبشكل مستمر من الحشائش  لأنها تشكل مصدراً دائماً للعدوى بكثير من النيماتودا التي تصيبها كنيماتودا تعقد الجذور مثلاً . 

- عدم زراعة نباتات قابلة للإصابة على جانبي قنوات الري وعدم مرور هذه القنوات بحقول ملوثة بالنيماتودا قبل وصولها إلى الحقول الخالية منها .

- يجب التأكد من نظافة جميع الأدوات والآلات الزراعية قبل استعمالها وذلك لمنع انتشار النيماتودا بواسطة حبيبات الطين الملوثة أو الأجزاء النباتية المصابة العالقة بها . 

3 - استعمال بذور أو تقاوي خالية من المرض 

بالرغم من أهمية استعمال بذور وتقاوي خالية من المرض ومعتمدة إلا أن كثيراً من المزارعين لا يزال ينتج أو يشتري ويستعمل بذوراً وتقاوي أو شتلات مصابة بالنيماتودا .

ومن أمثلة انتشارالنيماتودا عن طريق البذور والأجزاء النباتية انتشار كل من نباتات السوق والأبصال عن طريق بذور البرسيم الحجازي والثوم والبصل و أبصال الزينة الملوثة ونيماتودا تثألل حبوب القمح عن طريق بذور القمح المصابة وكذلك بعض أنواع نيماتودا البراعم والأوراق عن طريق بذور الأرز ونباتات الفراولة والكريزانثمم المصابة .

هذا بالإضافة إلى انتشار الكثير من أنواع النيماتودا عن طريق الشتلات والقسائل والكورمات والعقل المصابة التي تصدر إلى مختلف مناطق العالم . 

ثانيا : طرق المكافحة ذات الكفاءة العالية واسعة الإستخدام 

تشمل هذه المجموعة ثلاث طرق رئيسية للمكافحة وتتميز بأنها ذات كفاءة عالية في مكافحة النيماتودا كما أنها واسعة الإستعمال ويمكن الإعتماد عليها وحدها في الحصول على مكافحة اقتصادية وهذه الطرق هي إستعمال الأصناف المفاومة والدورة الزراعية والمكافحة الكيميائية ( المبيدات النيماتودية ) . 

1 - إستعمال الأصناف المقاومة   

يعد إنتاج و إستعمال الأصناف المقاومة من أنجح الطرق وأكثرها كفاءة وإقتصادية لمكافحة نيماتودا النبات ولعل ذلك يعود إلى أن الإصابة بالنيماتودا ذات طبيعة متخصصة إلى حدً ما وكذلك إلى الإنتشار البطئ والبقاء الطويل للنيماتودا في التربة بالإضافة إلى التكلفة العالية نسبياً لطرق المكافحة الفيزيائية والكيمائية وإلى التأثيرات البيئية الضارة للمبيدات عموماً . 

يعرف علماء أمراض النبات مقاومة النبات للمرض بأنها مقدرة النبات على تحمل أو تقليل أو عدم التأثر بالضرر الناتج عن إصابة النبات بالمسبب المرضي ولكن هذا التعريف ليس كافياً وشافياً من وجهة نظر علماء نيماتودا النبات فيتم الإهتمام والتركيز بالدرحة الأولى على مقدرة النبات على منع أو تثبيط قدرة النيماتودا على التطور والتكاثر عليه وبالدرحة الثانية على درجة تضرره من جراء الإصابة وتعتبر هذه التطورات من المبادئ الأساسية في المكافحة وهو تقليل كثافة النيماتودا في التربة .

ويعتبر الصنف مقاوماً إذا كان تطور وتكاثر النيماتودا عليه بدرجة قليلة جداً بينما يعتبر قابلاً للإصابة متى كان مناسباً لتطور وتكاثر النيماتودا عليه بأعداد كبيرة . 

أما من حيث درجة تضرره بالإصابة فإما أن يكون الصنف متحملاً للإصاية حيث لا يحدث له ضرر كبير حتى و إن أصيب بأعداد كبيرة من النيماتودا أو أن يكون الصنف غير متحمل لللإصابة حيث يكون حساساً للإصابة ويتضرر كثيراً ولو بأعداد قليلة من النيماتودا . 

ويجب أن نشير هنا إلى أنه لا يوجد حد فاصل واضح بين هذه التقسيمات فهناك تداخل فيما بينها فالمقاومة مثلاً تتدرج من مقاومة عالية إلى منخفضة وكذلك صفة القابلية للإصابة من قابلية منخفضة إلى قابلية عالية وبالمثل تتدرج صفة تحمل النبات للأضرار .

تلعب عوامل البيئة وخاصة إرتفاع درجة الحرارة وإصابة النبات بمسببات مرضية أخرى دوراً في خفض مقاومة الصنف للنيماتودا أو حتى الفقد الكلى لصفة المقاومة .  

ومن الطبيعي أن يكون الصنف المقاوم والمتحمل للإصابة هو المرغوب فيه بالدرجة الأولى لانه يعمل على خفض تكاثر النيماتودا عليه وفي الوقت نفسه لا يتضرر إلا قليلاً جداً و إن زرع في تربة ذات كثافة ابتدائية عالية ونتيجة لذلك يعطي محصولاً عالياً بالإضافة إلىخفض كثافة النيماتودا في التربة بكفاءة عالية والعكس صحيح في حالة إستعمال صنف قابل للإصابة وغير محتمل لها  فالنتيجة المتوفعة هي زيادة عالية في كثافة النيماتودا في التربة ونقص كبير في المحصول .

أما الصنف المقاوم وغير المحتمل للإصابة فتصلح زراعته في الحقول ذات الكثافة الإبتدائية المنخفضة جداً لأن هذا الصنف وإن كان يعمل على خفض كثلفة النيماتودا في التربة إلا إنه قد يتضرر إذا كانت الكثافة الإبتدائية للنيماتودا عالية ولكن تحت معظم الظروف الحقلية الإعتيادية قد يستعيد هذا الصنف نموه مقارنة بالصنف القابل للإصابة الذي يستمر نموه في التدهور ويصبح محصوله منخفضاً . 

أما الصنف القابل للإصابة ولكنه متحمل لها فقد تصلح زراعته في حالة المحاصيل المعمرة ولكنه يسبب مشكلات في حالة المحاصيل الحولية حيث يعمل على زيادة كثافة النيماتودا في التربة عند نهاية الموسم بالرغم من الفقد القليل في الإنتاج ولكن المشكلة تظهر إذا ما زرع بعده في الموسم التالي صنف غير محتمل للإصابة حيث يصبح الضرر عالياً جداً نتيجة للكثافة الإبتدائية العالية في بداية الموسم الجديد .    

2 - الصنف غير جذاب للنيماتودا 

تفرز جذور بعض النباتات مواد تعمل على جذب اليرقات إليها وإذا أخفق الصنف في إفراز هذه المواد فإنه يعتبر مقاوماً ولكن يري بعض العلماء مثل Rhode أن جاذبية جذور النبات للنيماتودا ربما لا تشكل عاملاً مهماً في المقاومة بل إن إفراز المواد السامة أو الطاردة من جذور الصنف هي التي تؤثر في المقاومة .  

3 - أنسجة الصنف غير ملائمة للنيماتودا 

حيث أن الأساس الأول لعملية التطفل هو غذائي لهذا فإن المقاومة في معظم الحالات ذات صلة وثيقة بنجاح النبات في عدم تزويد النيماتودا ببعض العناصر الغذائية الضرورية لتطورها وتكاثرها وكمثال على ذلك وجد أن نيماتودا التقرح يمكنها البقاء حية في جذور تبغ هافانا إلا أنها لا تستطيع أن تضع بيضاً وذلك لعدم توافر بعض العناصرالغذائية الضرورية لتكوين البيض .

4 - عدم تجاوب الصنف للإصابة بالنيماتودا 

كما هي الحالة عندما تحترق يرقات نيماتودا تعقد الجذور أنسجة جذور بعض الأصناف المقاومة فإن هذه الأنسجة لا تتجاوب بتكوين الخلايا العملاقة الضرورية لتغذية النيماتودا وتطورها .  

5 - يتجاوب الصنف للإصابة بطرق دفاعية 

من هذه الطرق إنتاج مواد سامة عند الإصابة فقد وجد أن جذور فول الصويا المقاومة لنيماتودا تعقد الجذور تحتوي على نسبة عالية من مادة الجلايسيولين  وكذلك تحتوي جذور القطن المقاومة للنيماتودا تفسها على مادة الجوسيبول وكلتا المادتين تعتبران من المواد السامة ولهما دورفي عملية مقاومة هذه الأصناف للإصابة بالنيماتودا وتسد عليها الطريق إلى أنسجة حية قريبة وبالتالي تموت النيماتودا . 

 

تربية الأصناف المقاومة 

تشير معظم المعلومات المتوافرة إلى أن صفة المقاومة ضد النيماتودا تعتمد على عوامل فيسيولوجية ذات طبيعة و يعتبر تطوير أصناف مقاومة من خلال برامج التربية مهمة صعبة ولعل ذلك يعود إلى سببين وهما : 

 السبب الاول : صعوبة نقل المورثات ( الجينات ) الخاصة بالمقاومة إلى الأصناف القابلة للإصابة خاصة ً إذا كانت علاقة النيماتودا بالعائل غير متخصصة وتتطلب عدة جينات .

السبب الثاني : قلة عدد الأجناس النيماتودية ذات العلاقة المتخصصة مع عوائلها التي تتطلب مقاومتها عددا ً قليلاً من المورثات مقارنة بعدد أجناس نيماتودا النبات  ولهذا نجد أن معظم الأصناف المقاومة التي تم تطويرها و إنتاجها هى أصناف مقاومة للنيماتودا ذات العلاقة المتخصصة مع عوائلها مثل نيماتودا تعقد الجذور ونيماتودا الحوصلات وعدد أخر قليل من النيماتودا الداخلية أو شبه داخلية التغذية .