خطأ شائع في ري أشجار الموالح بالتنقيط: وضع خراطيم الري بالقرب من الساق
يُعد نظام الري بالتنقيط من أكثر أساليب الري كفاءة في الزراعة الحديثة وخاصة مع أشجار الموالح حيث يساهم في ترشيد استهلاك المياه وتحسين توزيعها في التربة لكن على الرغم من فوائد هذا النظام فإن بعض الممارسات الخاطئة في تصميمه وتنفيذه قد تؤدي إلى نتائج عكسية تهدد صحة النبات وإنتاجيته.
الخطأ الأكثر شيوعًا ( وضع خراطيم التنقيط ملاصقة لساق الشجرة )
يقع كثير من المزارعين في خطأ شائع يتمثل في تثبيت خراطيم الري بالتنقيط بالقرب من قاعدة الشجرة أو ملاصقة تمامًا لساقها مما يؤدي إلى عدد من المشكلات الخطيرة على المستوى الفسيولوجي والتربوي ومنها:
- زيادة احتمالية تعفن الجذور: بسبب تراكم المياه والرطوبة حول منطقة التاج الجذري (Root Crown)، وهي منطقة حساسة جدًا لأي زيادة في الرطوبة، ما يعزز من فرص إصابة النبات بأمراض فطرية مثل فيوزاريوم أو بيثيوم.
- ضعف كفاءة امتصاص المياه والعناصر الغذائية: لأن المياه لا تصل إلى المناطق الفعالة في المجموع الجذري، وبالتالي يضطر النبات إلى العمل بكفاءة أقل.
- تقييد نمو الجذور: بسبب تمركز المياه في محيط ضيق جدًا حول الساق، مما يمنع الجذور من التمدد الأفقي بحثًا عن الرطوبة، فينكمش المجموع الجذري وتضعف بنيته.
الفهم العلمي الصحيح ( أين يجب أن تروى الشجرة )؟
من الناحية العلمية فإن منطقة امتصاص المياه والعناصر الغذائية في الأشجار خصوصًا أشجار الموالح لا تتركز حول الساق بل تكون في ما يُعرف بـ "المنطقة الجذرية الفعالة" أو Effective Root Zone وهي المنطقة التي تحتوي على أعلى كثافة من الشعيرات الجذرية النشطة وتقع عادة عند نهاية محيط ظل الشجرة.
كلما نمت الشجرة وتوسّع ظلها اتسعت معها هذه المنطقة وبالتالي ينبغي أن تتوسع معها أيضًا دائرة توزيع الري.
التوصيات الفنية:
عند تصميم وتنفيذ شبكة الري بالتنقيط لأشجار الموالح يجب اتباع التوصيات التالية:
1. تثبيت النقطات على مسافة مناسبة من الساق وغالبًا تكون هذه المسافة مساوية لنصف قطر ظل الشجرة أو أكثر حسب عمر الشجرة وحجمها.
2. توزيع النقطات بشكل دائري أو نصف دائري حول الشجرة، لضمان توزيع موحد للرطوبة داخل الطبقة الجذرية النشطة.
3. زيادة عدد النقطات تدريجيًا مع نمو الشجرة وزيادة حجمها لضمان وصول المياه إلى الجذور النشطة في المناطق الطرفية.
4. تجنب غمر التربة بالمياه لفترات طويلة خصوصًا بالقرب من منطقة التاج الجذري لأن ذلك يرفع من احتمالية الإصابة بالأمراض الفطرية.
5. تحليل رطوبة التربة بانتظام باستخدام مجسات رطوبة أو حفر بسيطة، للتأكد من وصول المياه إلى العمق المناسب (عادة 30–60 سم حسب نوع التربة).
خلاصة المقال
تصميم شبكة الري بالتنقيط ليس مجرد تركيب خراطيم ونقاطات بل هو علم وفن يتطلب فهمًا دقيقًا لسلوك التربة والجذور واحتياجات النبات في كل مرحلة من مراحل نموه.
وضع خرطوم الري مباشرة بجوار جذع الشجرة قد يبدو مريحًا في البداية لكنه يضر أكثر مما ينفع.
القاعدة الذهبية
“اتبع ظل الشجرة… تصل إلى الجذور الفعالة.”
التعليقات
(0)