ميعاد زراعة القمح
هل الزراعة المبكرة تؤدي إلى حصاد مبكر؟ الإجابة قطعياً لا وتخسر 30-40% من الإنتاجية. فإذا كانت الزراعة المبكرة لا تؤدي إلى حصاد مبكر وتسبب نقص في الإنتاجية وتعمل على زيادة التكاليف، فليس لديك مبرر أطلاقاً أن تخسر دون أن تحقق مكاسب فهذا ليس من الحكمة.
إن أفضل ميعاد للزراعة هو الميعاد الذي يؤدى إلى الحصول على أعلى إنتاجية من خلال توافق احتياجات المحصول مع الظروف البيئية. ودائما الزراعة في الميعاد المناسب تعتبر أقل تأثرا وفي مأمن إلى حد كبير من التغيرات المناخية المتطرفة مقارنة بالزراعة خارج نطاق ميعاد الزراعة المناسب سواء المبكرة أو المتأخرة.
وقديما كان لأجدادنا أمثال لمواعيد زراعة القمح، وكانت هناك أمثال تحذيرية مثل “غلة بابه هبابه” فيجب عدم الزراعة في هذا الوقت خلال شهر بابة, وأمثال تأكيدية مثل “هاتور أبو الذهب المنثور” . وبابة وهاتور من الشهور القبطية، وشهر بابه يبدأ من 11 اكتوبر إلى 9 نوفمبر، فيجب عدم زراعة القمح قبل 10نوفمبر. وشهر هاتور يبدأ من 10 نوفمبر 9 ديسمبر وهي الفترة المناسبة لزراعة القمح.
وحتى الآن يظل ميعاد الزراعة المناسب للقمح في مصر متطابقا تماما مع تلك الأمثال الشعبية لأجدادنا.
الميعاد المناسب لزراعة القمح
- يجب على المزارع أن لا يخرج عن شهر هاتور، بمعنى أن تكون زراعة القمح في مصر خلال الفترة من 10 نوفمبر إلى 9 ديسمبر، ولا يخرج عنها بأي حال من الأحوال، وتوصيات قسم بحوث القمح بالنسبة لميعاد الزراعة هي:
- الوجه البحري خلال الفترة من 15-30 نوفمبر.
- الوجه القبلي خلال الفترة من 10-25 نوفمبر.
- الأراضي الجديدة وتوشكى خلال النصف الأول من نوفمبر.
فإذا تم زراعة القمح مبكرا (تكون درجات الحرارة مازالت مرتفعة والنهار مازال طويل)، تؤدي إلى تطور النمو بسرعة وقصر فترة النمو الخضري وبالتالي تختصر فترات مراحل نمو النبات ويقل التفريع والأوراق والمادة الجافة للنبات (المجموع الخضري) مما يؤدي إلى قصر ارتفاع النبات والتقليل من عدد السنابل والسنيبلات (المستودع التخزيني للنبات) والحبوب وبالتالي نقص الإنتاجية المحصولية في نهاية الموسم.
كما يؤدي إلى الطرد المبكر للسنابل حيث الظروف الجوية غير مناسبة لعملية التلقيح والإخصاب وعلية يزيد عدد الأزهار العقيمة ويقل عدد الحبوب في السنبلة. وقد تكون هناك موجات من الصقيع في وقت تكوين الأزهار والسنيبلات مما يحدث موت لهذه الأجزاء وتظهر بعد طرد السنابل على شكل سنيبلات وأزهار بيضاء.
لذلك ليس هناك مبرر أطلاقا أن تزرع مبكر لتخسر دون تحقيق أي مكاسب. وظاهرة الزراعة المبكرة منتشرة بدرجة كبيرة جدا في محافظة كفرالشيخ خصوصا، ويليها محافظات الدقهلية والغربية والبحيرة.
وتختلف أصناف القمح في استجابتها للفترة الضوئية والحرارة وذلك قد يعطي مرونة أكبر لجدولة مواعيد الزراعة. وأفضل صنف مناسب لميعاد زراعه معين هو الصنف الذي تتوافق مراحل نموه مع ظروف موسم النمو المتاحة.
في حالة الاضطرار إلى الزراعة في ميعاد مبكر، يمكن زراعة الأصناف المتأخرة ومتوسطة التأخير في مصر العليا مثل مصر1 وسخا 95 وهذه الأصناف تأثرها بسيط بالحرارة وطول الفترة الضوئية في بدية موسم النمو، وستبقى في مرحلة النمو الخضري حتى يتم استيفاء متطلباتها، ويعمل هذا على تأخير النمو الثمري بحيث تتزامن مرحلة الإزهار مع ظروف الموسم الملائمة ولا تتأثر الإنتاجية فيها إلا بدرجة طفيفة جدا، وذلك خلاف الأصناف الأخرى التي يحدث بها انخفاض كبير في الإنتاجية. أما في حالة الاضطرار للزراعة المبكرة في الوجه البحري يزرع الصنف سخا 95 فقط.
وقد يضطر المزارع إلى التأخير في الزراعة فمن الأصناف التي تناسب الزراعة المتأخرة أيضا الصنف سخا 95 في الوجه البحري والقبلي و الصنف سدس 12 في مصر العليا فقط .
التعليقات
(0)