مشكلة التنفيل 

كثير من المهتمين والعاملين بالمجال الزراعي يعاني ويشتكي من مشكلة تساقط العقد الحديث أو تساقط الأزهار وهي ظاهرة متكرره في جميع المحاصيل والأشجار بما يعرف بظاهرة التنفيل .

والتنفيل هو تساقط وموت الأزهار أو الثمار الحديثة الصغيرة سواء في الأشجار أو النباتات .

 التنفيل له أسباب كثيرة لابد من معرفتها لكن مهم جداً من معرفة أن النبات كائن حي يشعر ويتألم ويشعر بالخوف على نفسه مثل الانسان يدافع عن نفسه عندما يشعر بالخطر فيقوم النبات بغلق الثغور النباتية الموجودة على سطح الأوراق كوسيلة دفاع للحفاظ على المياه الموجودة بداخله ويبدأ في تخفيف الحمل الزائد عليه بالتخلص من  العقد الحديث أو الثمار الصغيره أو الضعيفة أو جزء منها حتي يستطيع أن يستمر على قيد الحياة

 أسباب التساقط

يمكن القول أن هناك أسباب متعددة لعملية التساقط ولابد أن نحدد السبب حتي نستطيع التعامل الصحيح مع المشكلة ويمكن أن نلخص أسباب التساقط في النقاط التالية:-

الظروف البيئية المعاكسة

 مثل إنخفاض درجة الحرارة أو ارتفاعها بشكل مفاجئ أو التذبذب في درجات الحرارة أثناء الفصول الإنتقالية مثل فصل الربيع وفصل الخريف فنجد أن درجات الحرارة تتذبذب وتتفاوت بشكل ملحوظ بنسبة كبيرة ما بين الليل والنهار ، وهذا التذبذب يؤدي إلى إحداث إجهاد على النبات ، ولكن هذا الظرف الخارجي لا يُمكن التحكم فية ولكن يمكننا مساعدة النبات على تحمل هذا الظرف الإستثنائي على صورة رش بعض المركبات التي تساعد النبات على تحمل هذا الإجهاد الواقع عليه مثل رش الأحماض الأمينية  الغنية بحمض البرولين لأن حمض البرولين هو المسئول عن قدرة تحمل النبات للظروف البيئية المعاكسة أو نقوم برش مستخلصات الطحالب البحرية أو مركب سليكات البوتاسيوم.

عدم إنتظام عملية الري

 في حالة عدم إنتظام عملية الري سواء بالزيادة أو النقصان يشعر النبات بحالة من الخطر لإحتمالية عدم قدرتة علي البقاء بسبب مشاكل المياه ، هذا الشعور يجعل النبات يتخذ بعض الإجراءات الإستثنائية مثل تخفيف الحمل فيضطر إلى التخلي عن بعض الأزهار أو العقد الصغير الحديث ، ولكي نتجنب هذه الإجراءات الإستثنائية من طرف النبات لابد من الإنتظام في عملية الري أثناء الظروف الطبيعية من إعتدال درجة الحرارة ولكن في حالة إرتفاع درجة الحرارة نقوم بزيادة كمية مياه الري بشكل تدريجي مناسب وكذلك في حالة إنخفاض درجة الحرارة نقوم بتقليل كميات المياه في الري بشكل تدريجي أيضاً وبشكل مناسب حتى لا يشعر النبات بصدمة من التغيرات المفاجئة.

وجود مشاكل في المجموع الجذري للنبات.

فالمجموع الجذري للنبات هو المسئول عن إمتصاص العناصر الغذائية الهامة و عند حدوث مشكلة في المجموع الجذري يعجز عن القيام بوظيفته وهي إمتصاص العناصر الغذائية فيحدث نقص في عنصر أو أكثر من العناصر الغذائية الهامة  للنبات ، وهذا يُؤدي إلى حدوث إجهاد للنبات فيقوم النبات بالتخلص من هذا الحمل الزائد عن طريق التنفيل فيقوم النبات بالتخلي عن الأزهار الجديدة أو الثمار الصغيرة . ولكن قبل حدوث هذه المشكلة لابد من عمل خطة مكافحة جيدة تقوم علي مكافحة أعفان الجذور بشكل منتظم فالأعفان والنيماتودا يؤثران بالسلب على إمتصاص العناصر الغذائية.

 وجود نسبة أملاح مرتفعة

  تحت جذور النبات سواء كانت بسبب ملوحة مياه الري أو ملوحة التربة ، فالملوحة تسبب إجهاد للنبات وتقلل من قدرتة علي إمتصاص الجذور للعناصر الغذائية المتواجدة في التربة ولابد من إتباع برنامج وقائي ومعرفة طرق التعامل مع الأراضي الملحية أو التي تروي بمياه مالحة وستجد هذه الطرق في المقال  الخاص بالملوحة.

الإفراط في تسميد عنصر النيتروجين

 عنصر النيتروجين هو العنصر المسئول عن نمو المجموع الخضري للنبات وعند زيادة إضافة عنصر النيتروجين يتوجه النبات إلي زيادة النمو الخضري و يكون ذلك على حساب النمو الزهري والثمري ، فلابد من تنظيم عملية التسميد بكل العناصر الغذائية التي يحتاجها النبات وليس بعنصر على حساب العناصر الأخرى فالتوازن في عمليات التسميد هام جداً لتفادي هذه المشكلة.

 نقص عنصر الكالسيوم

  عنصر الكالسيوم عنصر هام جداً لأنه هو العنصر المسئول عن وجود مادة بكتات الكالسيوم التي تساعد على التصاق الثمار بالعنق و عند نقص عنصر الكالسيوم يحدث إنفصال للثمرة عن العنق ، والعلاج يكون عن طريق التسميد المتوازن لكل العناصر الغذائية وبالأخص عنصر الكالسيوم ولكن يجب إضافة عنصر الكالسيوم من بداية عمر النبات وليس في المراحل المتأخرة عند حدوث المشاكل لأنه عنصر بطئ الحركة داخل النبات ويأخذ وقت حتى يستطيع النبات الإستفادة منه.

نقص عنصر البوتاسيوم

 هو العنصر المسئول عن عملية الإنضباط الأسموزي في النبات والمسئول أيضاً عن حركة جميع العناصر الغذائية داخل النبات ، والحل أيضاً في التسميد المتوازن والإهتمام بتواجد عنصر البوتاسيوم ضمن العناصر الغذائية المقدمة للنبات لأن كثير من المزارعين لايهتم بإضافة عنصر البوتاسيوم الإ في المراحل المتأخرة من عمر النبات وهذا خطأ لأن عنصر البوتاسيوم مهم للنبات من بداية نموه.

الإصابات الفطرية وخاصه فطر البوترايتس

 (فطرالعفن البني) الذي يعاني منه الكثير من المزارعين سواء في الخضر والمحاصيل وأشجار الفاكهه ومعظم المسببات الفطرية تكون بسبب زيادة نسبه الرطوبة في التربة فالرطوبة العالية تكون بيئة صالحة لتكاثر الفطر ، والحل في وجود برنامج وقائي للنبات والإهتمام بعنصر الكبريت لأن عنصر الكبريت مادة مهمة جداً للوقاية من المسببات الفطرية ، أما في حالة حدوث إصابة فيكون التدخل بالرش بمركب يحتوي على مادة الكلوروثالونيل أو مادة  التوبسن ثيوفانات الميثايل أو الرش بأحد المركبات النحاسية أو ولكن لابد من الإنتباه إلي عدم إستخدام المواد النحاسية في حالة إرتفاع درجة الحرارة لأنها قد تسبب إحتراق أوراق النبات.

 المعاملات الخاطئة أثناء عمليه الرش

  فهناك بعض الأخطاء التي تحدث من المُطبقين لعملية المكافحة مثل رش المواد النحاسية أثناء إرتفاع درجات الحرارة وهذا خطر علي النبات لأنه قد يسبب إحتراق أوراق النبات وتساقط الثمار ، ومن الأخطاء أيضاً إستخدام منظمات النمو الصناعية (الهرمونات النباتيه) والأفضل تغذية النبات بشكل سليم بالعناصر الغذائية وتوفير جميع الإحتياجات من الإضاءة والري المناسب والهواء وتوفير جميع إحتياجات النبات من العناصر الغذائية  للنبات يجعل النبات يعتمد على نفسه في عملية النمو بعيداً عن إستخدام منظمات النمو الصناعية ، ويمكن إستخدام مستخلصات الطحالب البحرية ، ومن الأخطاء أيضاً التي يقع فيها الكثير من المزارعين هي الخلط بين أنواع كثيرة من المركبات أو زيادة جرعات المركبات الكيميائية ، فلابد من الإنضباط والإلتزام بالجرعات الكيميائية الموصي بها من الشركات المصنعة.

 التساقط الطبيعي لتخفيف الحمل

النبات يقوم بعمل توازن بين المجموع الخضري والمجموع الثمري بشكل مستمر وهذا أمر طبيعي ، فإذا كان المجموع الثمري كبير ويسبب حمل زائد عليه فيقوم النبات تلقائياً بإسقاط الثمار أو الأزهار لتخفيف الحمل حتى يستطيع مواصلة حياته بإنتظام ، وهذه العملية هي عمليه طبيعية ويمكن معرفة ذلك عن طريق النظر إلى الثمار المتبقية علي الأشجار فاذا كانت الشجرة أو النبات به كمية مناسبة من الثمار فهذا يدل على أن هذا الأمر طبيعي و أما إذا كانت الكمية المتبقية قليلة وغير مناسبة لحجم النبات فقد يكون هذا بسبب وجود مشكلة أحد السابقة الذكر سالفاً.

 

بقلم م / محمد هنداوي