مقارنة بين الرش الورقي والتسميد الأرضي 

آلية إمتصاص النبات للغذاء

 نود توضح أن أي نبات على وجه الأرض يتكون من مجموع جذري يمتد داخل التربة ومجموع خضري ينمو على سطح التربة .

وبالنسبة لجذور النباتات الرئيسية والثانوية خلقها الله لتقوم بوظيفتين :- 

  1.  الوظيفة الأولى هي تثبيت النبات في التربة حيث يتكون المجموع الجذري من جذور رئيسية قوية تقوم بثبيت النباتات في التربة ليتحمل العوامل الجويه مثل الرياح وخلافه .
  2. الوظيفة الثانية من خلال الجذور الثانوية التي يتكون منها المجموع الجذري حيث تقوم الجذور الثانوية بإمتصاص العناصر الغذائية والمياه والغذاء بشكل مباشر من محلول التربة .

أما بالنسبة للمجموع الخضري فهو يتكون من أوراق وسيقان تقوم الأوراق بعملية البناء الضوئي أو التمثيل الضوئي الذي يُنتج النبات من خلاله الغذاء بنفسه ويوجد على سطحيّ الورقة ثغور نباتية أسطوانية الشكل تقوم بعدة وظائف منها إمكانية إمداد النبات بالعناصر الغذائية عن طريقها  .

أهمية التسميد الأرضي 

 لابد أن نعرف في البداية أن المصدر الرئيسي لتغذية النباتات هي الجذور النباتية الممتدة داخل التربة حيث تعتبر التربة الأرضية هي المصدر الرئيسي والأساسي لإمداد النبات بالعناصر الغذائية والتي نستطيع من خلالها وضع الأسمدة العضوية والمعدنية لإمداد العناصر ببعض العناصر الغذائية ، كما أن الأسمدة الأحادية مثل النترات أو اليوريا أو سلفات البوتاسيوم أو السوبر فوسفات والتي نمد النبات من خلالها بعناصر النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم يحتاجها النبات بكميات كبيرة ولا نستطيع إضافتها عن طريق الرش الورقي لأن أوراق النبات لا تستطيع إمتصاص هذه الكميات الكبيرة ، كما أن هذه الأسمدة الأحادية تحتوي على نسب من الأملاح والشوائب وإذا تم رشها على النبات ستؤدى إلى إحتراق الأوراق وربما تؤدي إلى موت النبات بشكل كامل .

متي نستخدم الرش الورقي ؟

لا شك أن التغذية الورقية هي أهم طرق إمداد النباتات بالإحتياجات اللازمة من العناصر الغذائية المختلفة عن طريق رش النباتات بمحاليل هذه العناصر الغذائية بطريقة تضمن التغذية الكاملة لجميع هذه العناصر التي تمتص من خلال المجموع الجذري .

وتعتبر عملية إمتصاص العناصر الغذائية بواسطة الجذور هي الأساس لإمداد النباتات بالعناصر الغذائية اللازمة في المقام الأول كما وضحنا سابقاً ويأتي بعدها التغذية الورقية في المقام الثاني و تعتبر هي الوسيلة الأنسب والأفضل عندما تكون ظروف التربة غير ملائمة لإمتصاص العناصر الغذائية أو وجود مشاكل في المجموع الجذري .

 يُمكن إستخدام التغذية الورقية من خلال إستخدام الثغور النباتية التنفسية التي توجد على سطحيّ الورقة في بعض الظروف المعينه مثل : -

  1. إستخدام الرش الورقي أو التغذية الورقية لتجنب مشاكل التربة مثل الحموضة والقلوية حيث أن إرتفاع نسبة حموضة التربة أو إنخفاضها تؤدي إلى وجود بعض المشاكل في إمتصاص العناصر الغذائية حيث تترسب بعض العناصر في التربة ولا يستطيع النبات إمتصاصها لذا فمن المهم معرفة درجة حموضة التربة وإستخدام الأسمدة المناسبة لنوع التربة .
  2. تجنب مشاكل التربة الملحية لأن الري بالمياه المالحة التي تحتوي على نسبة أملاح ذائبة مرتفعة مثل كلوريد الصوديوم يؤثر على قدرة إمتصاص النبات للعناصر الغذائية ويسبب مشاكل فسيولوجية للنبات ومن الممكن أن تحدث ظاهرة البلزمة التي تؤدي إلى موت النبات التدريجي ولهذا عند إرتفاع نسبه الأملاح في التربة وعدم قدرة إضافة العناصر الغذائية إلى النبات من خلال الجذور نستطيع أن نستخدم بعض العناصر المخصصة رشاً على الأوراق .
  3. تجنب تأثير أمراض التربة لأنه كما ذكرنا أن الجذور هي الوسيلة الرئيسية لإمتصاص النبات العناصر الغذائية من محلول التربة ولكن إذا حدثت مشاكل في الجذور مثل الإصابة ببعض الأمراض مثل أعفان الجذور أو الإصابة بالنيماتودا يؤدي ذلك إلى ضعف قدرة الجذور على إمتصاص العناصر الغذائية ومن هنا نحتاج إلى إستخدام الرش الورقي بشكل مؤقت لإمداد النبات بالعناصر الغذائية حتى يتم علاج مشاكل الجذور .
  4. اثناء مراحل الإجهاد يمر النبات بمراحل مختلفة في حياته وهناك بعض المراحل تعتبر مراحل إجهاد على النبات مثل مرحلة التزهير ومرحلة العقد ومرحلة التحجيم ومرحلة التخزين و تحتاج هذه المراحل إلى إضافة بعض العناصر الغذائية بصوره سريعة لرفع الإجهاد الواقع على النبات مثل إستخدام الأحماض الأمينية ، وبعض هذه المراحل نحتاج فيها إلى إضافة بعض العناصر المعينة مثل إضافة عنصر البوتاسيوم أثناء مرحلة التحجيم  وعنصر الفوسفور أثناء مرحلة التزهير على سبيل المثال بشكل سريع بالإضافة إلى التسميد الأرضى .
  5.  أثناء حدوث الإجهاد الحراري على النبات مثل الإرتفاع الشديد في درجات الحرارة  أو الإنخفاض الشديد في درجات الحرارة  ( الصقيع ) وهذا يفرض علينا ضرورة التدخل لمساعدة النبات والقيام برش بعض المركبات لزيادة قدرته على تحمل ظروف الإجهاد الواقع علية مثل الأحماض الأمينية أو مستخلصات الطحالب البحرية أو سليكات البوتاسيوم .

 

 بقلم  م / محمد هنداوي