الدليل الملحي للأسمدة والفروق بين اليوريا ونترات النشادر وسلفات النشادر

الدليل الملحي أو ما يعرف بالـ Salt Index هو رقم يوضح مدى قدرة السماد على رفع ملوحة محلول التربة بعد إضافته  وهذا الارتفاع في الملوحة يؤثر مباشرة على قدرة النبات على امتصاص الماء. لفهم الفكرة تخيل أن جذور النبات تمتص الماء نتيجة فرق تركيز بين داخل الجذر وخارجه، فإذا كانت الأملاح حول الجذور مرتفعة  فإن الماء قد يخرج من الجذر بدل أن يدخل  فيشعر النبات بالعطش حتى لو كانت التربة مبللة  وهذا ما يسمى بالإجهاد الأسموزي أو حروق السماد.

هناك نوعان من هذا المؤشر: 

 الدليل الملحي الكلي 

وهو مقياس لتأثير كمية معينة من السماد (عادة 100 كجم) على الملوحة الكلية للتربة  أي أنه يقيس الزيادة الإجمالية في الملوحة عند إضافة نفس الوزن من أنواع مختلفة من الأسمدة. 

 الدليل الملحي الجزئي

 فيركز على تأثير كل وحدة من العنصر الغذائي (مثل النيتروجين) على الملوحة  بغض النظر عن كمية السماد الكلية  وهو مهم لأن بعض الأسمدة قد تحتوي على نسبة منخفضة من العنصر لكنها غنية بأيونات أخرى ترفع الملوحة  فيكون تأثيرها الجزئي أعلى.

عند مقارنة الأسمدة الثلاثة الشائعة نجد أن نترات النشادر تحتوي على أيون الأمونيوم الموجب (NH₄⁺) وأيون النترات السالب (NO₃⁻)  وكلاهما أيونات مشحونة تذوب فورًا في الماء  وهذا يرفع الملوحة بسرعة كبيرة  وهي تعطي حوالي 34٪ نيتروجين نصفه سريع الامتصاص في صورة نترات والنصف الآخر أمونيوم  لكن دليلها الملحي الكلي مرتفع جدًا (حوالي 104) مما يجعلها غير مناسبة للإضافة بكميات كبيرة قرب جذور النباتات الحساسة أو في الأراضي مرتفعة الملوحة  ورغم ذلك فهي ممتازة في الظروف الباردة حيث امتصاص النيتروجين يكون أبطأ من التربة.

أما اليوريا فهي مادة غير أيونية أي أنها في حالتها الأصلية لا تحمل شحنة كهربائية وبالتالي لا ترفع الملوحة مباشرة عند الإذابة  لكنها تتحلل بفعل إنزيم اليورياز الموجود في التربة إلى أيون الأمونيوم خلال 1–3 أيام ثم يتحول الأمونيوم لاحقًا إلى نترات وهي غنية بالنيتروجين بنسبة 46٪ ودليلها الملحي الكلي حوالي 74 وهو أقل من النترات  ما يجعلها أكثر أمانًا للمحاصيل الحساسة عند الإضافة قرب الجذور  لكن يجب الانتباه لأن جزءًا من النيتروجين قد يفقد بالتطاير إذا لم يتم ري التربة مباشرة أو خلط السماد بها.

أما سلفات النشادر فهي تحتوي على الأمونيوم والكبريتات (SO₄²⁻) وكلاهما أيونات ترفع الملوحة فورًا  وهي تحتوي على 21٪ نيتروجين و24٪ كبريت  ودليلها الملحي الكلي حوالي 68 وهو قريب من اليوريا  لكن عند حساب الدليل الملحي الجزئي نجد أنه مرتفع  لأن كل وحدة نيتروجين فيها مصحوبة بأيونات كبريتات إضافية تزيد الملوحة  وهي مثالية للمحاصيل التي تحتاج الكبريت مثل البصل والثوم  كما أنها مفيدة لتعديل التربة القلوية بخفض الـ pH  لكن استخدامها المفرط قد يضر المحاصيل الحساسة إذا لم تُحسب الجرعات بدقة.

اختيار نوع السماد لا يعتمد فقط على الدليل الملحي  بل على مجموعة عوامل مترابطة يجب فهمها معًا:

1 - ملوحة التربة والماء  

 إذا كانت الملوحة الأساسية مرتفعة  نفضل الأسمدة ذات الدليل الملحي المنخفض مثل اليوريا ونتجنب النترات بكميات كبيرة.

2 -مرحلة نمو النبات

 في المراحل المبكرة أو عند وجود جذور صغيرة وحساسة  نقلل الأسمدة عالية الملوحة ونستخدم مصادر أكثر أمانًا  بينما في المراحل المتقدمة يمكن للنبات تحمل نسب أعلى.

3 - نوع المحصول وتحمله للأملاح

محاصيل مثل الشعير والسبانخ تتحمل الملوحة  بينما الفاصوليا والفراولة حساسة جدًا  وبالتالي السماد المناسب يختلف.

4 - احتياجات غذائية إضافية

إذا كان النبات يحتاج الكبريت، فإن سلفات النشادر تكون خيارًا ممتازًا حتى لو كان دليلها الجزئي مرتفع  وإذا كان يحتاج النترات سريع الامتصاص في البرد  نترات النشادر تكون الأنسب.

5 - حموضة التربة (pH):

 التربة القلوية قد تستفيد من الأسمدة الحمضية مثل سلفات النشادر  أما في التربة الحامضية فنستخدم مصادر أقل حمضية مثل نترات النشادر أو نترات الكالسيوم.

باختصار  فهم الدليل الملحي بنوعيه مع دمج هذه العوامل الأخرى هو ما يضمن اختيار السماد الأمثل لكل حالة، فالاعتماد على المؤشر وحده قد يؤدي لقرارات غير مناسبة بينما النظر للصورة الكاملة يجمع بين توفير احتياجات النبات الغذائية وتقليل المخاطر الناتجة عن الملوحة.