العوامل المحددة لعدد مرات التسميد للنباتات ( دليل شامل للمزارعين )

يعتبر التسميد أحد أهم العوامل المؤثرة في نمو النباتات وإنتاجية المحاصيل ومع ذلك فإن تحديد عدد مرات التسميد يعتمد على مجموعة من العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار لضمان حصول النباتات على العناصر الغذائية اللازمة في الوقت المناسب ومن أهمها :- 

1. نوع المحصول

يعد نوع المحصول أحد أهم العوامل التي تحدد عدد مرات التسميد فالمحاصيل والخضروات سريعة النمو عادتاُ يكون عمرها قصير  ( حوالى  3 شهور ) تحتاج إلى تغذية مستمرة كما تحتاج إلى أخذ مقرراتها السمادية في وقت قصير مما يستدعي التسميد المتكرر لضمان حصول النبات على ما يحتاجه للنمو السريع.

على النقيض فإن أشجار الفاكهه هي  موسمية وتحتاج إلى أخذ مقرراتها السمادية على فترة أطول قد تصل إلى العام ومن هنا يكون تسميدها أقل تكرارًا ولكن بجرعات أكبر خلال مواسم معينة مثل فترة التزهير والإثمار.

2. مرحلة النمو

النباتات تحتاج إلى عناصر غذائية مختلفة في كل مرحلة من مراحل نموها  ففي مرحلة النمو الخضري تزداد الحاجة إلى عنصر النيتروجين الذي يساعد في تكوين المجموع الخضري بينما في مراحل التزهير والإثمار يصبح الفوسفور والبوتاسيوم أكثر أهمية لزيادة حجم الثمار وتحسين جودتها وصفاتها .

ومن هنا تكون المرحلة العمرية للنبات هي المحددة لعدد مرات التسميد والتي من خلالها نكون في إحتياج لتسميد كمية معينة من عنصر معين في هذه وقت معين .

3. نوع التربة

تلعب نوعية التربة دورًا كبيرًا في تحديد عدد مرات التسميد. 

فالتربة الطينية على سبيل المثال تحتفظ بالماء والعناصر الغذائية لفترات أطول مقارنة بالتربة الرملية التي تتسم بزيادة المسامية ولذلك هي تتطلب الري والتسميد المتكرر نظرًا لقدرتها المحدودة على الإحتفاظ بالماء والعناصر الغذائية.

4. نظام الري

يؤثر نظام الري المستخدم في الحقل على عدد مرات التسميد.

فعلى سبيل المثال الري بالتنقيط يسمح بإضافة الأسمدة بجرعات صغيرة ومنتظمة عبر مياه الري مما يقلل من الحاجة إلى التسميد بكميات كبيرة في فترات متباعدة. 

أما أنظمة الري التقليدية القديمة مثل الري بالغمر يتطلب فترات أطول بين جرعات التسميد وهذا بالمناسبة يقلل من فائدة وقيمة الأسمدة المضافة .

5. نوع الأسمدة

نوعية الأسمدة المستخدمة تؤثر بشكل مباشر على عدد مرات التسميد.

فالأسمدة بطيئة التحلل في التربة مثل الأسمدة التى تحتوي على عنصر الكبريت تطلق العناصر الغذائية على مدى طويل مما يقلل من الحاجة إلى التسميد المتكرر . 

أما الأسمدة سريعة الذوبان مثل الأسمدة المركبة تتطلب جرعات متكررة لتجنب الفقد السريع للعناصر الغذائية في التربة.

6. الظروف المناخية

العوامل المناخية تلعب دورًا مهمًا في تحديد عدد مرات التسميد. 

على سبيل المثال إرتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى تبخر الماء من التربة و الأوراق وهو مايسمى بظاهرة ( البخر نتح ) وزيادة فقدان الماء والعناصر الغذائية مما يستدعي زيادة عدد مرات التسميد. 

أيضًا الأمطار الغزيرة في البلدان المطيرة قد تغسل العناصر الغذائية من التربة مما يتطلب تعويضها بسرعة.

 7. نوعية المياه

نوعية المياه المستخدمة في الري تؤثر على فاعلية التسميد .

فالمياه المالحة أو التي تحتوي على نسب عالية من الكربونات قد تقلل من إمتصاص بعض العناصر الغذائية فالكربونات يمكن أن تتفاعل مع بعض الأسمدة خاصة الأسمدة التي تحتوي على النيتروجين في صورة الأمونيوم أو الكبريتات مما يؤدي إلى تكوين مركبات غير ذائبة تقلل من كفاءة الأسمدة مما يستدعي زيادة عدد مرات التسميد أو إستخدام أسمدة خاصة.

الخلاصة

يجب أن يتلائم برنامج التسميد مع إحتياجات النبات وظروف التربة والبيئة المحيطة لضمان نجاح أي برنامج تسميد و من المهم مراجعة كل العوامل السابقة وتعديل عدد مرات التسميد بناءً على المتغيرات المختلفة .

بقلم م / محمد هنداوي