ماهي الملوحة

يعاني الكثير من المزارعين من مشكلة زيادة أملاح المياه الجوفية ، والملوحة هي زيادة كمية الأملاح الصلبة الذائبه الغير عضويه في الماء مثل إملاح الصوديوم والبورون والبوتاسيوم والمغنسيوم والكالسيوم والكلوريد والكبريتات .

وفي معظم الأحيان تكون مياه الآبار الجوفية بها نسبة مرتفعة من الأملاح وتزداد المشكلة مع الوقت حيث أن نسبة الأملاح ترتفع في الآبار مع زيادة التشغيل.

أسباب الملوحة

  تزداد نسبة الملوحة بسبب مشاكل الإستخدام غير الصحيح لعمليات الري للأراضي الزراعية والتبخر الزائد نتيجة إرتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار وكذلك الري بمياه بها نسبة أملاح مرتفعه يؤدي إلى تراكم هذه الأملاح في التربة على مدار الوقت.

 

أضرار الملوحة

زياده نسبة الأملاح في التربة يؤدي إلى حدوث تراكم كمي في نسبة الأملاح الزائده في محلول التربة بتركيز عالي يعيق النبات من النمو الطبيعي وإمتصاص العناصر الغذائية حيث زيادة نسبة الأملاح تعمل على رفع الضغط الأسموزي في منطقة إنتشار الجذور النباتية في التربة فيؤدي إلى رفع الضغط الأسموزي في السيتوبلازم النباتي مما يؤدي إلى إستهلاك الطاقه الحيوية اللازمه لنمو النبات وبالتالي يؤدي إلى ضعف النبات وقله الإنتاجية .

علاج الملوحة

نقدم في هذا المقال 10 حلول  للتعامل مع زيادة نسبة الأملاح في المياه الجوفية والتربة حيث أن مشكلة الملوحة هي مشكلة مزمنة وليست مؤقتة وليس لها علاج لكن نستطيع أن نتعايش معها والحصول علي إنتاج مرتفع ولكن ذلك يحتاج إلى إتباع إسلوب مختلف من بداية الزراعة .

1.   إضافة الجبس الزراعي

     يبدأ الإهتمام بموضوع الأملاح من قبل زراعة المحصول وذلك عن طريق إضافة كبريتات كالسيوم أو مايسمى بالجبس الزراعي لأن كبريتات الكالسيوم تحتوي على عنصر الكالسيوم والذي يعتبر طارد لعنصر الصوديوم الذي زيادته تسبب زيادتة نسبة الأملاح الذائبة.

2.    الإهتمام بإضافة السماد العضوي 

    وبالأخص سماد سبلة الكتكوت ثبت عن طريق التجارب مدى قدرة وفاعلية سماد سبلة الكتكوت في تخفيض الأثر الضار الواقع علي النبات بسبب زيادة نسبة الملوحة .

3.    طريقة الزراعة  

     يفضل الزراعة على مصاطب أو على خطوط مرتفعة وذلك في محاولة لإبعاد الأملاح قدر الإمكان عن منطقة الجذور في حالة زراعة المحاصيل ، ويمكن إستخدام هذه الطريقة في زراعة أشجار الفاكهة أيضاً وذلك في المناطق مرتفعة الملوحة.

4.  طريقه الري

     الري بواسطة المياه المالحة والتي يرتفع فيها نسبة الأملاح الذائبة يؤثر على زيادة نسبة الأملاح المحيطة بالجذور  مما يؤثر بشكل سلبي على ضعف قدرة إمتصاص الجذور للعناصر  الموجودة في محلول التربة والحل في هذه الحالة المحافظة على تواجد المياه حول جذور النبات بشكل مستمر حيث أن المياه تقوم بطرد الأملاح بعيدا عن منطقة الجذور ، وفي حالة جفاف التربة حول جذور النبات تزداد نسبة تركيز الأملاح وتقترب من جذور النبات لذلك نحاول أن تكون هناك هناك رطوبة مستمرة حول منطقة الجذور ولهذا نوصي بعدم تباعد فترات الري ويكون الري بكميات قليله بشكل متقطع بمعني الري أكثر من مرة في اليوم الواحد وعلى فترات متقاربة .

5. إستخدام سماد اليوريا 

    يبدأ النبات في مراحل عمره الأولى في تكوين مجموع خضري يستطيع القيام بالعمليات الحيوية والفسيولوجية ويعتبر عنصر النيتروجين هو المسئول الأول عن بناء مادة الكلوروفيل الخضراء والمكونه للمجموع الخضري ولهذا نوصى بوضع الأزوت أو النيتروجين في صورة اليوريا و يعتبر سماد اليوريا من أعلي صور النيتروجين في نسبة الازوت يصل إلي 46.5 % وهو من أعلى صور النيتروجين في الأسمدة الكيماوية.

6. إستخدام المونو بوتاسيوم فوسفات

    والمشهور بالــ (بيك) لأن نسبة عنصري الفوسفور والبوتاسيوم فيه مرتفعة ، ونستطيع إستخدامه لإضافة عنصر الفسفور والبوتاسيوم إلى النبات في صورة سريعة لزيادة حجم الثمرة وزيادة الطاقة في النبات.

7. استخدام الأحماض الأمينية

     حيث تعتبر الاحماض الأمينية صورة سريعة ووجبة دسمة لمساعدة النبات في رفع الجهد الواقع علي النبات عن طريق الأملاح حيث تحتوي الأحماض الأمينية علي مجموعة من الأحماض الحره مثل حمض البرولين الذي يساعد النبات على مقاومة الإجهادات.

8.الرش الورقي للعناصر الصغرى 

   في حالة وجود مشاكل في التربة مثل إرتفاع نسبة الأملاح الذائبة وإرتفاع نسبة القلوية يصاب النبات بالإجهاد ويصعب علية إمتصاص العناصر الغذائية وخاصة العناصر الصغرى مثل الحديد والزنك والمنجنيز و النحاس و البورون وهنا نلجأ إلى الرش الورقي  للعناصر الصغرى كحل سريع وبديل عن الإضافة الأرضية.

9. إضافة البوتاسيوم في صورة نترات وليس في صورة سلفات 

   وذلك لسهولة إمتصاص نترات البوتاسيوم وعدم وجود شوائب فيه حيث يعتبر سماد نقي لأنه سماد مركب أما السلفات هو سماد يحتوي على نسبة عالية من الشوائب والأملاح والتي بدورها تؤدي إلى زيادة نسبة الأملاح في محلول التربه.

10.     تحليل المياه الجوفية بشكل مستمر

    المتابعة المستمرة وقياس نسبة الأملاح الذائبة والتأكد من عدم زيادة نسبة العناصر الضارة مثل الكبريت والبورون وكلوريد الصوديوم لأن كما ذكرنا أن نسبة الأملاح ترتفع مع إستمرار إستخدام البئر الجوفي حيث يعتبر زيادة هذه العناصر تؤدي إلى تسمم النبات لأن زيادة نسبة الأملاح والعناصر السامة تسبب ضرر كبير جداً على النبات وتؤدي إلى موته لاحقاً.

 

بقلم  م / محمد هنداوي